قوائم جسم الانسان

قال الله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ {6} الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ {7}﴾

وقال تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾.

يعتقد البعض أن مفهوم القوام قاصر على شكل الجسم وحدوده الخارجية فقط، ولكن هذا الاعتقاد لا يعبر عن كل الحقيقة، فبالإضافة إلى شكل الجسم ومواصفات حدوده الخارجية

فإن القوام الجيد

هو العلاقة الميكانيكية بين أجهزة الجسم المختلفة العظمية والعضلية والعصبية والحيوية، وكلما تحسنت هذه العلاقة كان القوام سليمًا .

تعريف القوام ومكوناته

تعريف القوام:

علاقة تنظيمية لأجزاء الجسم المختلفة ، تسمح باتزان الأجزاء علي قاعدة ارتكازها ، لتعطي جسماً لائقاً في أداء وظيفته.

مكونات القوام:

مجموعه العظام والعضلات التي تبني المظهر الخارجي .

التعريف التشريحي للقوام " خط إتزان الجسم "

" هو الوضع الذي يمر فيه خط إتزان الجسم " خط ثقل الجسم " من الوضع الجانبي بداية من النتوء الحلمي " نتوء حلمة الأذن "mastoid process ليمر خلف فقرات الرقبة ثم أمام الفقرات الظهرية ثم أمام التمفصل العجزي الحرقفي sacroiliac إلى مركز مفصل الفخذ ثم أمام مفصل الركبة ليسقط على قاعدة الإرتكاز أمام مفصل الكعب " .

مظاهر القوام الجيد :

1- أن يكون هناك اتزان في وضع الرأس بحيث تكون الذقن للداخل والنظر للأمام.
2- الكتفان في الوضع الطبيعي بحيث تكون الذراعان بجانب الجسم والكفان مواجهين للفخذين.
3- الصدر مشدوداً ومستقيماً
4- زاوية الحوض في وضعها الطبيعي دون ميل للأمام أو الخلف .
5- ثقل الجسم موزع علي القدمين بالتساوي ومشط القدم في الوضع اماماً والرضفتان للأمام

ما يجب مراعاته لنمو جيد للقوام :

• التغذية الجيدة المتوازنة .
• العلاج السليم والسريع للإصابة .
• النشاط البدني لجميع أجزاء الجسم دون التركيز علي جانب معين.
• الحالة النفسية الجيدة.
• مراعاة الصحة العامة للفرد .
• الوعي بأسباب حدوث التشوهات لتجنبها .
• تجنب العادات الخاطئة .
• التمرينات العلاجية لعلاج الجزء المشوه .


الصلاة...وقاية و علاج لتشوهات القوام


إذا نظرنا إلى التمارين التي يصفها الأطباء كعلاج لبعض تشوهات القوام، نلاحظ أنها حركات مشابهة لهيئات الصلاة و حركاتها.. فمن الحركات التي تعد وقاية و علاج لتشوه انحراف الرأس : حركة التسليم في الصلاة. و نلاحظ أن هذه الحركة هي واحدة من الحركات التي يصفها الأطباء كعلاج: ذلك لأن حركة لف الرأس يمينا و يسارا في التسليم، نخلص الرقبة من التيبس و تساعد على زيادة مرونة فقرات العمود الفقري العليا في الرقبة و تمنع تصلبها و إلتصاقاتها، و بالتالي تمنع حدوث إنحرافات في الرأس، خاصة أن هذه الحركة تتكرر في خمس أوقات على مدار اليوم.

و كون حركة التسليم وقاية و علاج لمثل هذه الإنحرافات فهي إحدى الفوائد البدنية المصاحبة للفوائد الروحية للصلاة المقصود منها العبادة.

كذلك من الحركات التي تعد وقاية و علاج لتشوهات القوام مثل : انحناء الظهر أو تحدبه، و الانحناء الجانبي، و التجوف القطني، و استدارة الكتفين و تسطح الظهر و تفلطح القدم: الركوع و السجود و رفع اليدين و النزول و القيام و الجلوس، فمثلا ميل الجذع للأمام في الركوع و السجود يساعد على تمدد فقرات العمود الفقري و تباعدها عن بعضها البعض، و إن طول العمود الفقري يزداد بضع سنتمترات في الركوع و السجود عن طوله في الوقوف- وهذا يؤمن للعمود الفقري المرونة اللازمة و يمنع التيبس فيه، و بالتالي يمنع من حدوث مثل هذه التشوهات، و كذلك يفيد في علاجها. و هذا يفسر قلة نسبة الإصابات بمثل تشوه إنحناء الظهر أو تحدبه مثلا عند المصلين بالمقارنة مع غيرهم و خاصة من غير المسلمين.


كذلك حركة رفع اليدين في الصلاة التي يكررها المصلي عددا كبيرا من المرات في اليوم، ففيها تقوية عضلات الصدر و الكتفين، و زيادة مرونة مفصل الكتف، وكذلك تحسين الهيئة في الحزام الكتفي و أعلى الجسم. و أثناء السجود و وضع الكفين على الأرض يتم إٍرجاع الكتفين إلى الخلف و هذا جميعه يمنع من الإصابة بتشوه إستدارة الكتفين و نسطح الصدر و يفيد في علاجه. و هناك تمارين علاجية مماثلة لحركة الصلاة يصفها الأطباء لمن لديه مثل هذه التشوهات القوامية.

و هكذا تتأكد تلك الفوائد البدنية التي قدر الله أن يحصل عليها المصلي عاجلا في الدنيا بالوقاية من مثل هذه التشوهات أو علاجها و فوائد أخرى غير ذلك، فضلا عما سيناله المصلي في الآخرة من أجر و مثوبة.


سبحان من شرع هذه الصلاة التي كل حركة و كل هيئة فيها هي وقاية و علاج لمثل هذه التشوهات القوامية.